كيف سخر الله لنا ما في السماوات والأرض
{وَسَخَّرَ
لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الجاثية13
{أَلَمْ
تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي
الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ
النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا
كِتَابٍ مُّنِيرٍ }لقمان20
قد يتسائل البعض كيف سخر لنا الله ما في
السماوات وما في الأرض جميعاً منه،فكيف يمكن لهذا الإنسان أن يستفيد من
هذا التسخير ،فالإنسان يعيش على كوكب الأرض وهذا الكوكب على سعته لا يكاد
يذكر أمام باقي الكواكب ومجرات في السماء الأولى فكيف بباقي السماوات
السبع، فحجم الكون المكتشف والمدرك في السماء الأولى حتى الآن 19 مليار سنة
ضوئية وقُطر الأرض هو 16.000 كيلومتر، بمعنى أن حجمها هو 0.07 ثانية ضوئية
وللمقارنة بين الأرض وبين الكون المرئي فلو كان الكون بحجم الأرض، لكانت
الأرض بحجم جزء من 30.000 جزء من حبة الأرز !!
فكيف سخر الله هذا التسخير العظيم لهذا الإنسان الضعيف
فالشمس
على سبيل المثال لا الحصر لا تشرق على الأرض بذاتها بل لها أرتباط مع
المجموعة الشمسية والمجموعة الشمسية ليست مستقلة عن باقي الكون بل لها
ارتباط مع مجرة درب التبانة ومجرة درب التبانة مرتبطة مع باقي المجرات
وباقي المجرات مرتبطة بالسماء الأولى والسماء الأولى مرتبطة ببقية السماوات
السبع وسماوات السبع ممسوكة بيد الله ولذلك قال جميعاً منه
{وَسَخَّرَ
لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الجاثية13
{إِنَّ
اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا
إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً
غَفُوراً }فاطر41
كيفية الأستفادة من هذا التسخير
تنشأ الرياح نتيجة
لتُسخِّن الشمس الغلاف الجوي للأرض بطريقة غير متساوية، فالهواء الذى يعلو
المناطق الحارة يتمدد ويرتفع(ضغط منخفض) ، ويحل محله هواء من المناطق
الأبرد(ضغط مرتفع) وبالتالي تتكون الرياح التي تعتمد سرعتها على الفرق بين
الضغطين وهكذا تنشأ الرياح .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ
الرِّيحُ
مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ،
فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا وَسَلُوا اللَّهَ خَيْرَهَا
وَاسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا) .
فالرياح تجري السفن
وتوليد الطاقة الكهربائية وتلقح النباتات وتجدد هواء الغرفة المثقل بغاز
الفحم ،وتحمل السحاب الذي يحمل بخار الماء نيجة تسخين الشمس للبحار
والمحيطات والأنهار فتتشكل الأمطار، والمطر يخرج الزرع ويسقي الناس ودواب
ويجري الأنهار ..... قال الله تعالى
{أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ
كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً
فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا
يُؤْمِنُونَ }الأنبياء30
علة خلق السماوات والأرض وعلة خلق الإنسان
{وَسَخَّرَ
لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الجاثية13
فعلة خلق السماوات والأرض هو تسخيرها للإنسان،وعلة خلق الإنسان عبادة الله .
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56
فكلما سخر الإنسان نفسه لعبادة الله واتباع الأسباب الدنيويه التي هي جزء من العبادات كلما أمكنه الاستفادة من هذا التسخير .
{فَأَتْبَعَ سَبَباً }الكهف85
{ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً }الكهف89
{ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً }الكهف92